أعلان الهيدر

18‏/11‏/2016

الرئيسية شاهد :"عنبر الحوت".. ثروة بحرية غيرت حياة "السناني"

شاهد :"عنبر الحوت".. ثروة بحرية غيرت حياة "السناني"


"عنبر الحوت".. مادة باهظة الثمن، تستخرج من بطن نوع معين من الحيتان، يتميز برأسه الضخم المليء بالزيت والدهن، ويبلغ طول الذكر منه 60 قدما، أما الأنثى فيبلغ حجمها وطولها نصف حجم وطول الذكر، وذلك وفقا لصحيفة "الشبيبة" العمانية.
وساعدت المادة في تحقيق حلم السناني، الذي يسعى خلفه منذ نحو 20 عامًا، حيث لعبت الصدفة دورها، وجعلته يخرج من منزله متأخرا إلى البحر في 30 أكتوبر الماضي، وركب قاربه برفقة أخيه راشد، وزميله الثالث راشد سعيد السناني، وذهبا لاصطياد الأسماك الصغيرة، ثم اتجهوا بالقارب إلى جهة الشرق لمسافة 6 كيلومترات أمام قرية "دغمر"، وهناك شاهدوا كائنا يطفو على سطح البحر ويأخذ شكل الشحم الأشهب، وهو ما يعرف بـ"العنبر"، فجمعوه بواسطة الحبال وربطوه وأدخلوه للقارب، رغم تماسكه وثقل وزنه.
ويستطرد خالد قائلا: "شدتنا رائحة العنبر الكريهة، وتعززت القناعة المسبقة لدينا بأن العنبر يصدر رائحة كريهة في بداية ظهوره، إلا أنه سرعان ما يتغير لاحقا خلال يومين أو ثلاثة، ومن ثم سارعنا في العودة إلى الشاطئ في مشهد أنتظره منذ صغري، ولم نصدق الأمر من شدة الفرح".
وبعد أيام قليلة، من اصطياد "العنبر"، بدأت تنهال على السناني عروض الشراء، وتلقى عرضا من الإمارات بقيمة 7500 ريـال عُماني للكيلو، وعرضا من السعودية بقيمة 13500 ريـال للكيلو أيضا، ويتوقع خالد وصول تجّار العنبر إلى منزله بأقرب وقت للتفاوض بشأن السعر، إضافة إلى تجّار آخرين من دول أخرى، ربما يدخلون مفاوضات الشراء، بحسب ما يروي خالد.
ويتغذى "حوت العنبر" على الأحياء البحرية والأسماك، ويؤدي ذلك إلى تهيج أمعائه، ومن ثم يجد صعوبة في هضم الغذاء لتتكون مادة العنبر داخل بطن الحوت، كي تحميه من مضاعفات الأغذية التي تهيِّج أمعاءه، فيقذف الحوت الغذاء ومادة العنبر في البحر، ونادرا ما يجدها الإنسان، وإن وجدت فإن صاحبها يصبح من الأثرياء.
وللعنبر استخدامات كثيرة، أبرزها في مجال العطور، واستخراج المواد النادرة والراقية باهظة الثمن، وكذلك في مجالات العقاقير الطبية والعلاجات، حيث تداوي مادة العنبر العديد من الأمراض.
و"حوت العنبر" من أكثر الكائنات المائية القادرة على الغطس للأعماق، فرغم أنه يعيش على السطح، لكنه يغوص لاصطياد الحبار العملاق الذي يستوطن المناطق الضاربة في العمق. وقد يغوص بعمق أكثر من 3000 متر، ويمكنه الاستغناء عن التنفس لمدة ساعة تقريبا، وهو قادر على السباحة بسرعة تتراوح بين 5 وحتى 14 كيلومترا في الساعة، وقد يتخطى هذه السرعة في حال الشعور بالخطر، ليصل إلى ما بين 34 وحتى 43 كيلومترا في الساعة.
وأوضح الأمريكي كلارك روبرت المتخصص في تصوير المحيطات، في ورقة تناول فيها صفات حوت العنبر، أن إنتاج مادة العنبر يتطلب عمليات غير طبيعية. ففي بعض الأحيان تعتمد مادة العنبر، على كمية من المواد المعنية التي قد تجد طريقها إلى أمعاء الحوت، هذه المواد توصف بالخشنة ومعروفة بتهييج بطانة الأمعاء، ما يزيد طول الأمعاء ويقويها كي تصبح صلبة وقوية، وتدعم عمل باقي أجزاء الجهاز الهضمي، من خلال زيادة امتصاص الماء في جزئها السفلي، وتدريجيا تصبح المواد المهضومة كتلة متحجرة كالصخرة وتبدأ في الخروج من دون أن يمتصها الجسم. وتتكرر العملية التي تحدث في واحد من 100 حوت عنبر، وهو ما يفسر لنا سبب ندرة مادة العنبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.