استمع جديد اغنية موطني - أليسا - Motni - Alisa
اغنية اليسا "موطني" النسخه الاصلية 2015
إليسا تكسر صورتَها النمطية في "موطني" فهل تكسب الرهان؟
إليسا الفنانة ذات الإحساس
الرهيف والأداء الأنيق التي غالباً ما لامست حنايا أفئدتنا وذُبنا بحلاوة
صوتها عبر أغنياتها الرومنسية التي تحاكي العشق والوجد فاجأتنا هذه المرّة
بإطلاقها أغنية وطنية بعنوان "موطني" وهي من كلمات الشاعر الفلسطيني إبرهيم
طوقان ولحّنها الموسيقار اللبناني إبرهيم فليفل عام 1934. واتخذ
الفلسطينيون الأغنية لفترة طويلة نشيداً لهم وذاع صيتها في الأقطار
العربية، وقد أثار صدور الأغنية بصوت إليسا وبتوزيع جديد (ناصر الأسعد)
بلبلة وصدمة كونها نشيداً عروبياً، وكون الجمهور اعتادها (إليسا) في صورة
معيّنة أو نمطاً معيّناً.
يبدو أن الوطنية والقومية والعروبة ما زالت مرتبطة بحفنة من الأشخاص، لهم الحقوق الحصرية فيها، يوزعونها على من يشاؤون. فهم أهل البيت والأحق بالخلافة، فلا صوت يعلو صوتهم، ولا حقيقة إلا تلك التي ينادون بها. من هنا أصدروا حكمهم بأغنية "موطني" التي أدتها إليسا، وهي من مناصري حزب "القوات اللبنانية"، فكيف لها أن تدّعي العروبة، وتبلغ هذا المبلغَ من الكفر وتتجاوز الخطوط الحمر؟ يا ليت كان معيار الحكم على العمل علمياً وأكاديمياً وموسيقياً بدل كبّ التّهم جزافاً وتفريغ عصبيات وأحقاد راسخة في النفوس هدفها التشويه والتعمية وذلك لغاية في نفوس أصحابها.
مقاربتنا العمل الفني، وهنا أغنية "موطني"، هو خارج كل الإسقاطات والسياقات، كأنه عمل بِكْر. لن ندخل في الإعجاز والبيان والبلاغة. سنكون بسيطين كبساطة الأطفال، ونسأل: هل استطاعت إليسا بأدائها الاغنية دخولَ قلوبنا من دون استئذان، وتحريك مشاعرنا وعواطفنا؟ الجواب: نعم. فيديو كليب الأغنية في مكانه، فكان أميناً في إيصال مضمون الكلمات فلم نجد غلواً أو مبالغة، بل تكاملاً. استأثر العمل بحواسنا، فارتحلنا مع اللقطات المصوّرة وإحساس إليسا الدافئ إلى بقع لبنان الفاتنة وأرزه الشامخ فإلى مآسي الحروب التي مررنا بها، وانتفاض الشباب العربي وثورته على الظلم والاستبداد ونضال الشعب الفلسطيني ضدّ الاحتلال، والمأساة الحاصلة في بلدان عربية من حروب وقتل ودمار وهدم حضارات وتشويه ثقافات وتشريد أقليات، لنصل إلى الجوانب المشعة والمضيئة من عيش مشترك بين الطوائف، والازدهار العمراني والحضاري وانتصار الأمل وثقافة الحياة على الموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق