كيف تحدث الإثارة الجنسية عند كل من الذكر والأنثى؟
المثيرات الجنسية هي كل ما يثير الجسد من قول أو فعل أو تصرف.. ومن أشكال الاستثارة ما يُعْرف بالقالب الجنسي الجامد، أي أن الاستجابة لنفس الشيء تكاد تكون واحدةً عند كل أبناء الجنس من رجال أو نساء. ولكي تكون هذه المثيرات صحيحةً يجب أن تؤثر على الأماكن التي تتواجد فيها النهايات العصبية الموصلة لمنطقة الحساسية الجنسية في المخ، وبالطبع تقع معظم هذه الأعصاب في المنطقة التناسلية والتي عند استثارتها تقوم بإفراز بعض الغازات والهرمونات التي تعطي هذا الإحساس بالرضا والسعادة اللذين يصاحبان الإثارة الجنسية. ولكنها تختلف باختلاف الجنس، فعند الرجل تقع التغذية العصبية الخاصة بالأحاسيس الجنسية في العضو الجنسي أو "القضيب"، وعلى ذلك فهناك طريقة واحدة للإثارة الجنسية عند الرجل. أما المرأة فتتركز الأعصاب المسئولة عن الحس الجنسي لديها في مكانين هما "البظر" و"المهبل"، وهكذا فالمرأة لديها موضعان أساسيان للإثارة الجنسية ، هما الأعضاء التناسلية الخارجية وجدار القناة التناسلية أو المهبل.
ما دور التركيب العضوي عند كل من الرجل والمرأة في اختلاف الاستجابة للمثيرات الجنسية؟
هنا يجب أن نعرض لحقيقة علمية هامة تتعلق بوجود الأعصاب بالمنطقة التناسلية، ففي أثناء النمو المبكر الجنين في أحشاء أمه، وعند بداية شهر الحمل الثانى، يبدأ تصنيفه إلى ذكر وأنثى من حيث الأعضاء التناسلية.وفي حالة الذكر، يحدث نوع من الالتحام بين مَجْرَى البول والتناسل داخل نسيج غدة البروستاتا ويمرَّان بعد ذلك داخل ما يسمى بالجسم الاسفنجي الذي يلتحم بدوره مع الأجسام الكهفية (وهي الأنسجة الانتصابية في العضو التناسلي الذكرى)، ويكون الجميع عضوا واحدا، هو العضو الجنسي أو "القضيب" عند الذكر. وعلى ذلك فإن التغذية العصبية الخاصة بالأحاسيس الجنسية تقبع جميعها في العضو الذكري بما أنه يحوِي القناة التناسلية والأنسجة الانتصابية، ويحدث هذا الالتحام السابق ذكره بسبب إفراز هرمونات الذكورة التي تفرزها الخصية منذ بداية تخليقها.
أما بالنسبة للأنثى فالوضع يختلف كُليّةً بسبب غياب الخصية وبالتالي غياب هرمونات الذكورة، يترتب على ذلك نمو الأنسجة الانتصابية والقناة التناسلية كل على حدة.. أما الأنسجة التناسلية فينتهي بها الحال لتكون الشفرين الصغيرين اللذين يلتحمان في المقدمة لتكوين "البظر" وهو الذي تقبع فيه النهايات العصبية الأكثر حساسية، وأما القناة التناسلية فهي تنمو دون الالتحام مع أنسجة أخرى وينتهي بها الحال لتكوين "المهبل". ولذلك نجد أن الأعصاب المسئولة عن الحس الجنسي عند المرأة تظل منقسمة إلى جزئَيْن، مما يجعل هناك طريقين للإثارة الجنسية عند الأنثى.
كيف يؤثر أسلوب الممارسة على درجة الإشباع الجنسى؟
إلى جانب الإثارة التي تحدث عند الرجل والمرأة بسبب طبيعة التكوين الجسماني المختلف لكل منهما، هناك مستوى آخر من المتعة يستجد عن طريق إثارة مواضع الجسم المختلفة، ومدة ومعدل الممارسة الجنسية. ويبدأ هذا القالب أو أسلوب الإثارة في التشكّل مع بداية الممارسة الزوجية ويتفاوت من أي زوجين إلى غيرهما.. وهنا أقول "الزوجية" وليس الجنسية لأن الممارسات قبل أو خارج الزواج تترك بصماتها التي دائما ما تكون سلبية على العلاقة الزوجية؛ حيث يعتقد بعض الشباب أن ممارسات ما قبل الزواج تزيد من خبرة الإنسان وتجعله أكثر نجاحا من ناحية الممارسة الجنسية بعده، ولكن العكس صحيح لأن ذلك يسبب تشكيلا معينا لدرجة وطريقة الإشباع الجنسي حسب شريك أو شريكة العلاقة الآثمة، فتُعقد مقارنة فيما بعد عند الزواج.
وعلى ذلك يمكن أن نحدد الصورة المثالية للممارسة الجنسية في النقاط التالية:
- أن تكون حِكْرًا على نطاق الحلال، أي أن تكون داخل علاقة زوجية.
- أن تكون مسبوقة بقدر من الثقافة الجنسية على أساس علمي صحيح ومستندة إلى ما أنزله الله وما سنّ رسوله صلى الله عليه وسلّم.
- أن يكون الرجل هو الطرف الإيجابي في العلاقة، ليس بمعنى الوظيفة فقط، ولكن بمعنى المداعبة وتشكيل واحترام القالب الجنسي، والحرص على إمتاع زوجته بقدر الحرص على الاستمتاع بها.
- أن نعلم جميعا أن العلاقة الجنسية عند الرجل تغلب عليها الوظيفة أكثر من العاطفة، بمعنى أنه يمكن للرجل ألاّ يكون على علاقة جيدة بزوجته، ولكنه يطلب منها هذه العلاقة لأنها أكثر إلحاحاً عليه من الناحية الوظيفية، أمّا عندالمرأة فالعكس هو الصحيح، فالعلاقة عاطفية في المقام الأوّل ولذلك لابد أن تكون راضيةً عن زوجها وعلى علاقة حياتية جيدة معه حتى تكون شريكا مرضيا له في الفراش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق