أعلان الهيدر

8‏/2‏/2015

الرئيسية فيلم ريجاتا - الهام شاهين تتحدى نجمات جيلها وتتخلى عن انوثتها وعمرو سعد يخفق في خلق صورة - بطل شعبي

فيلم ريجاتا - الهام شاهين تتحدى نجمات جيلها وتتخلى عن انوثتها وعمرو سعد يخفق في خلق صورة - بطل شعبي


القاهرة – «القدس العربي»: شهدت أفلام موسم اجازة منتصف العام عودة عدد كبير من النجوم الى شاشة السينما، حيث يشارك الفنان محمود حميدة والفنانة الهام شاهين في أكثر من عمل فني، بالاضافة الى الفنان عمرو سعد، الذي قدم الموسم الماضي فيلم «حديد» ويشارك في هذا الموسم بفيلمي «ريجاتا» و»أسوار القمر»، ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الفنان عمرو سعد استقطاب نوعية معينة من جمهور السينما، هذه النوعية التي رفعت الفنان محمد رمضان الى مراتب النجومية بعد أن قدم ثلاثة أفلام تتماس معاً في ملامح البطل الشعبي، الذي أصبح كلمة السر عند المنتجيين، حيث يستغل معظمهم هذه الشخصية للاقتراب من الشريحة الأكثر اقبالاً على السينما وهم الشباب، حيث قدم عمرو سعد نموذج الشاب الذي يقهره الفقر والظلم في مجتمع غيري سوي لأول مرة في فيلم «حين ميسرة» مع المخرج خالد يوسف عام 2007 ، وكان هذا العمل بمثابة نقطة تحول كبيرة في نوعية الافلام التي كانت تفضح ممارسات نظام مبارك، واعتبر الفيلم أحد أهم الأسباب التي تنبأت بانفجار ثورة شعبية ضد هذا النظام، الفيلم لم يصنع نجومية سعد، رغم النجاح الجماهيري الذي حققه، لكنه ساعده على اقتحام الدراما التلفزيونية والتي جعلته أحد نجومها كل عام، ولكن سعد عاد الى شاشة السينما مرة اخرى، ليثبت اقدامه، ورغم تنوع الأدوار التي قدمها بعد ذلك في فيلم الكبار، وفيلم «خيانة مشروعة»، والذي ابتعد فيهما عن اداء دور البلطجي او ابن البلد، مع ذلك لم يحظ بالنجومية السينمائية المنتظرة، ربما وجد أن كاريزما البطل الشعبي هي الأكثر رواجا في السينما خاصة بعد الثورة، فعاد لهذا النمط من الأفلام كان أخرها فيلم «حديد» وفيلم «ريجاتا» الذي لم يفصلهما سوى موسم سينمائي واحد.
«ريجاتا» هو الاسم الذي تختبىء وراءه شخصية «رضا» وهو ابن مجهول النسب يحمل اسم والدته التي تخفي عنه حقيقة حملها سفاحاً، الأم التي كانت تعمل ساقطة في شبابها هي نفسها تجهل نسب ابنها الذي يعيش منبوذاً لهذا السبب، ويحاول ريجاتا الهروب من هذا المجتمع الذي يقهره نفسياً ومادياً، حيث يسعى للهجرة الى ايطاليا بصحبة والدته مريضة السرطان الذي لا تستطيع أن تتلقى علاجاً مناسباً في المستشفيات المجانية، وتقوم الفنانة الهام شاهين بدور الأم المريضة في أحد أهم ادوارها السينمائية خلال السنوات الماضية، حيث تتخلى عن انوثتها بالكامل وترتفع الى أعلى مراتب الاداء، بداية من قبولها أداء شخصية أم الفنان عمرو سعد والفنان وليد فواز، وإجتيازها حاجز الخوف من اداء شخصية في مثل هذا العمر، في الوقت الذي ما زالت فيه عدد من الفنانات لم يعترفن بتقدم أعمارهن، وأنه لا بد ان يطورن اختياراتهن التي اصحبت عاجزة وشائخة عند عمر المراهقة، بالاضافة الى أن الهام شاهين تؤدي شخصية أم مسنة لكنها ايضا مريضة بالسرطان الذي يقضي علي أي مظهر للأنوثة او الجمال، تعيش الأم مع ولديها في بيئة شعبية فقيرة، بينما يحاول الإبن تجميع الاموال من تجارة المخدرات ليهرب مع والدته من هذه البيئة التي ترفضه باستمرار يقع الابن الثاني قتيلاً ضحية خداع زوجتة التي تقوم بدورها الفنانة رانيا يوسف، وهي امرأة لعوب تخون زوجها مع تاجر مخدرات، وتسرق اموال شقيقه بعد أن يقتل أخاه خطأ اثناء مشاجرة، تقود الزوجة جميع الشخصيات الى الانتقام منها، أولهم «ريجاتا» الذي يحاول اثبات براءة والدته التي تعترف بقتل ابنها حتى تنقذ ابنها الثاني، وتنهار الأم التي رسمها المخرج وكاتب السيناريو محمد سامي بملامح سوداوية لا تجد أي نجاة لها، فهي التي عملت في شبابها عاهرة واصيبت في شيخوختها بهذا المرض القاتل، ترى ابناءها يتقاتلون أمامها ويسقط أحدهم قتيلا ويهرب الآخر، وتجبر هي على تحمل المسؤولية لانقاذ حياة ابنها، الذي يسعى الى مزيد من الانتقام بقتل زوجة أخيه، صورة قاتمة لقصص حياة لا تخرج من بين أحداثها نقطة ضوء واحدة تدفع الشخصيات الى الخلاص من هذا الوحل.
يشهد الفيلم عودة الفنان محمود حميدة الى شاشة السينما بعد غياب أربع سنوات منذ آخر فيلم قدمه عام 2010 بعنوان «تلك الايام»، ويجسد حميدة دور تاجر المخدرات الذي قدمه في عدة اعمال سابقة، لكنه يجعل من الشخصية هذه المرة شخصية اكثر هدوءا وأقل انفعالاً ويغلفها احياناً بالسخرية، هذا الأداء الذي بلغ ذروته عند حميدة فيلمه الآخر «قط وفأر» الذي ينتمي الى الأعمال الكوميدية الكارتونية، والذي يجسد فيه دور وزير الداخلية. ينتمي فيلم «ريجاتا» الى صنعة أفلام السبكية، وهو النوع الأكثر جماهيرية في شباك التذاكر، لكنه ايضا ينتمي الى نوعية الافلام الناضجة التي انتجها السبكي في السنوات الاخيرة وحققت معادلة السوق السينمائي والقبول الجماهيري والنقدي، مثل فيلم «ساعة ونص» وفيلم «الفرح» و «كبارية»، وهي من الأفلام القليلة التي حصلت على استحسان الجمهور والنقاد معاً، ولكنها تعتبر استثناء من قاعدة سينما السبكية التي ابتعدت دوماً عن الاهتمام بالمحتوى على حساب الشكل.

المصدر :  القدس العربى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.